أمين وشجرة العائلة: قصة صلة رحم بالتقنية

كان أمين شاب بسيط يعيش في مدينة كبيرة، وعلاقاته مع أهله ممتدة كانت محدودة جدًا بسبب زحمة الحياة وبعد المسافات. لكنه دايم يحس بفراغ غريب، وكأن فيه شيء ناقص. يوم من الأيام، وهو يتصفح جواله، طاح على برنامج اسمه “شجرة العائلة العربية“. أعجبته الفكرة وقال: “ليه ما أجرب أجمع معلومات عائلتي وأعيد صلة الرحم؟”. ومن هنا بدأت قصة أمين.

البداية: مكالمة قلبت الموازين

أول خطوة سواها أمين كانت إنه اتصل بعمه حسن، اللي دايم يقولون عنه إنه حافظ الأنساب ويعرف كل شيء عن العائلة. دق عليه وقال:
“هلا عمي حسن، كيف حالك؟ طمني عنك وعن أهل البيت؟”

رد العم بحفاوة: “يا هلا يا أمين! زمان عنك يا ولدي، الحمد لله كلنا بخير، طمني عنك.”

أمين قال له: “عمي، عندي فكرة، وودي أطبقها. أبي أجمع شجرة العائلة، وأعرف القرابة بيننا كلنا. وش رايك تساعدني؟”

العم حسن فرح وقال له: “يا ولدي، والله هذي فكرة طيبة. أنا تحت أمرك!”

بدأ العم يسرد له أسماء وأحداث، وأمين جالس يكتب كل شيء في برنامج شجرة العائلة. ومن هنا بدأت الشجرة تنمو.

زيارة مليانة ذكريات

بعد المكالمة، قرر أمين يزور عمه حسن. راح له البيت ومعه جواله وبرنامج الشجرة جاهز. يوم دخل، استقبله العم بكل حفاوة:
“أهلين وسهلين يا أمين! البيت منور بك.”

جلس أمين وقال: “عمي، جمعت بعض المعلومات وأحتاج أكمل الباقي بمساعدتك.”

بدأوا يسولفون، والعم حسن يحكي عن أجداد وأقارب، وأمين يسجل كل شيء بدقة. سأل أمين:
“عمي، من هو والد فلان؟ ومن هم عياله؟ وزوجته من العائلة أو من برا؟”

كان العم يتكلم بحماس، وأمين يلاحظ الابتسامة ما فارقت وجهه. العم حسن كان مبسوط لأنه قدر يسترجع ذكرياته ويشاركها مع أحد.

من مكالمة لزيارة.. العائلة تكبر

ما اكتفى أمين بعمه حسن، بناءً على نصيحته، تواصل مع خاله إبراهيم اللي يعرف فرع ثاني من العائلة. دق عليه ورتب معه زيارة. يوم وصل، بدأ معه نفس الطريقة، يسأل ويدون كل شيء. مع الوقت، صارت شجرة العائلة تطول وتكبر، وكل فرع يضيف له تفاصيل جديدة.

في كل مرة أمين يقابل أحد من أهله، ما كان الموضوع مجرد جمع بيانات. كانت كل جلسة عبارة عن استعادة ذكريات، وسوالف مليانة حب ومشاعر.

لم الشمل: لقاء عائلي ما يُنسى

بعد ما جمع أمين معلومات كثيرة، قرر يسوي شيء أكبر. دعا كل أفراد العائلة لمنزله، ورتب جلسة كبيرة. جاب شاشة عرض كبيرة وفتح عليها شجرة العائلة، وقال:
“يا جماعة، شوفوا هذا شغل شهور. هذي شجرتنا اللي تجمعنا كلنا.”

الجلسة كانت مليانة حماس، كل واحد من الحضور كان يضيف تصحيح أو ذكر اسم ناسيه أمين. وكانوا الكبار يقولون:
“يا أمين، هذي أحلى فكرة، الله يجزاك خير. رجعت لنا ذكريات قديمة.”

فرحة الكبار وسعادة الجميع

اللي كان أكثر شيء يسعد أمين هو كيف إن الكبار في العائلة كانوا مبسوطين. عمه حسن قال له:
“يا ولدي، الله يسعدك مثل ما أسعدتنا. هذي السوالف ما كنت أتوقع أحد يهتم فيها.”

وخاله إبراهيم قال: “أمين، اللي سويته مو بس شجرة عائلة. أنت جمعت القلوب وربطتنا ببعض من جديد.”

الخاتمة: صلة رحم بالتقنية

أمين قدر يستخدم برنامج بسيط عشان يسوي شيء عظيم. ما كانت الفكرة بس إنه يجمع أسماء، كانت فكرته إنه يلم الشمل ويرجع صلة الرحم اللي كانت شبه منقطعة.

الحين شجرة العائلة عنده كاملة، وكل واحد من العائلة صار يعرف مكانه فيها. والأهم، أمين صار له مكانة خاصة بقلوب أهله، لأنه أعاد الذكريات والفرح، وربط الماضي بالحاضر.