الشبلي وزحمة النسب في السودان: تجربة فريدة مع برنامج شجرة العائلة العربية

الشبلي زول سوداني سمح، شهم ومجامل. تلقاه دايمًا واقف مع الناس في الفرح والكره، سواء كان في حيّه في بحري أو في العائلة الممتدة في الخرطوم وكل بقاع السودان.

نشأ الشبلي في بيت أهل الواجب. أمه، الحنينة الرضية، بيتها مفتوح ويدها ممدودة للأهل والجيران. أبوه، العم بابكر، زول صاحب نخوة وواجب، وكان دايمًا يشيل الشبلي معاه من صغره لكل المناسبات، يعرّفه بالأهل، ويشرح ليه صلات الرحم والنسب. الحكاية دي خلت الشبلي زول معروف بين الكبار، لأن ذاكرته كانت حاضرة دائمًا، وعنده سرعة بديهة وذكاء في الحفظ.

الحياة بالنسبة للشبلي ما كانت تختلف كتير عن باقي جيله. المناسبات كانت فرصة للواجب والمساعدة. لكن الشبلي كان دائمًا يتذكر نصيحة أبوه: “ما تتلوم بالهين”. يعني لازم تتأكد إنك ما تخلي زول يزعل منك أو يشعر إنك تجاهلته، خصوصًا في الأفراح أو الأتراح. الوصية دي بقت قانون في حياته، لأنها ببساطة بتعكس روح التراحم في المجتمع السوداني.

مشكلة معرفة الأنساب

لكن مع توسع العائلة وكثرة الفروع، بقت معرفة الأنساب والواجب تجاه كل فرع تحدي كبير. الشبلي كان دايمًا يتصل بأولاد عمه زي خالد أو نورالدائم عشان يسأل عن فروع معينة، أو يرد على أسئلة ناس تانية باعتبار إنه زول ملم بجزء من العائلة. بس الحرج كان موجود، خاصة لما ما يكون عارف كل التفاصيل أو يخطئ في تقديم الواجب للشخص المناسب.

في السودان، في العزاء مثلاً، لو ما عرفت الأهل الحقيقين، ممكن تقف قدام الباب وتقول: “الفاتحة الفاتحة” بصوت عالي، وتنتظر أهل المناسبة يطلعوا ليك. لكن الطريقة دي، رغم إنها مقبولة، ما بتضمن تغطية كل الأطراف، وبتخلي الواحد عرضة للحرج.

فكرة شجرة العائلة الرقمية

الحب لمعرفة الأنساب خلّى الشبلي يفكر في حل رقمي. كان محتاج حاجة تحفظ العلاقات وتوضحها بسهولة، وتكون متاحة للتطوير والمشاركة مع الأهل. بدأ يبحث عن برامج متخصصة، جرّب كتير منها، لكن كان دايمًا يلقى عيب في واحدة وميزة في التانية.

في بداية 2024، اكتشف الشبلي برنامج شجرة العائلة العربية. بالبداية كان متردد، لكن بعد ما شاف المزايا قرر يجرب. البرنامج كان مجاني في البداية وما طلب إدخال بطاقة، الشيء اللي شجعه على التسجيل.

تجربة البرنامج

الشبلي بدأ بإضافة الجد الأكبر وزوجته، ثم أبناءهم وبناتهم. في ربع ساعة فقط كان دخل حوالي 45 شخص في الشجرة. النظام كان بسيط جدًا، بس تكتب الاسم الأول، والبرنامج بيكمل باقي التفاصيل تلقائيًا.

لما شاف السهولة دي، قرر يرسل رابط الشجرة لأصدقائه في قروب واتساب عشان ياخذ رأيهم. خالد ونورالدائم رحبوا بالفكرة وشجعوه يكمل.

بعد 6 شهور، وصلت شجرة عائلة الشبلي لأكثر من 2044 شخص، والتوقع إنها تزيد لـ2500 قريبًا.

فوائد البرنامج

على حسب كلام الشبلي وأهله، برنامج شجرة العائلة بقى مرجع دائم ليهم. الميزة الأساسية كانت خاصية البحث عن العلاقات، اللي بتوضح كل الروابط بين أي شخصين في العائلة، مش بس أول علاقة. الميزة دي مهمة جدًا في العائلات السودانية اللي فيها زيجات داخلية.

البرنامج كمان سهّل معرفة القرابات من الدرجة الأولى باستخدام أداة البحث في إدارة الشجرة. دلوقتي، 24 شخص من عائلة الشبلي بيستخدموا البرنامج، وبينقحوا ويضيفوا بيانات جديدة.

المستقبل

الشبلي قال إنه ناوي يدخل السير الذاتية لكل أفراد الشجرة، مع توثيق الأماكن والأزمنة. الهدف إنه يخلي الشجرة سجل متكامل للعائلة السودانية.

وعن الحرج اللي كان بيواجهه في المناسبات؟ الشبلي قال: “المشكلة دي انتهت تمامًا بعد استخدام برنامج شجرة العائلة العربية”.

لكل السودانيين، البرنامج ده ممكن يكون الحل المثالي لتوثيق الأنساب وحفظ صلة الرحم بأسلوب عصري ومريح.